Fourth Annual Gender Justice Conference

اختتمت الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة يوم الاربعاء 26 حزيران 2024 فعاليات مؤتمرها السنوي الرابع حول "العدالة بين الجنسين من منظور المواطنة والدين" تحت شعار "حرية وإصلاح" الذي يهدف إلى تعزيز النقاشات حول العدالة والمساواة بين الجنسين. 
افتتح المؤتمر سيادة المطران د. سني إبراهيم عازر، مطران الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، بحيث أبرز دعمه المستمر لحقوق المرأة وإشراكها في الأدوار القيادية داخل الكنيسة والمجتمع. وأكد المطران أن الكنيسة منذ تأسيسها تركز على تعليم الفتيات وإنشاء مؤسسات لدعم المرأة، وتوفير فرص متساوية للنساء والرجال في الكنيسة. وأشار إلى التحديات الكبيرة التي تواجه تحقيق المساواة، مؤكداً على الحاجة إلى المزيد من المؤتمرات التي تهدف إلى التوعية المجتمعية.
وفي كلمتها، اثنت معالي الوزيرة منى الخليلي، وزيرة شؤون المرأة، تجربة الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في السياسات والإجراءات التي اعتمدتها لسد الفجوات في المساواة والعدالة بين الجنسين وتطوير عمل المحاكم الكنسية. وأكدت معاليها على أهمية الاستمرار في عقد الحوارات التي تهدف إلى الخروج بسياسات وإجراءات وتعديلات قانونية تصب في مصلحة النساء وحماية حقوقهن على كافة المستويات. وأضاف أ.د جمال زيد الكيلاني، عميد كلية الشريعة في جامعة النجاح، على أن الدين يلعب دورا محوريا في المجتمعات، حيث تؤثر القيادات الدينية بشكل كبير في المجالات السياسية والاجتماعية على المستوى المحلي والدولي. وأشار إلى أهمية أن يكون الخطاب الديني مبنيا على أسس صحيحة لضمان تأثير إيجابي، مستندا إلى النصوص الدينية التي تضع قواعد لتحقيق العدالة في التعامل مع الآخرين. 
وعرفت السيدة ربى عودة، منسقة برامج النوع الاجتماعي والسلام والأمن في جمعية الشابات المسيحية عن برنامج الشابات من أجل التوعية، الوكالة، المناصرة والمساءلة (YW4A) الذي ينفذ بالتعاون مع شركاء محليين وإقليميين ودوليين، ويهدف إلى تعزيز قدرة الشابات والمنظمات الحقوقية للمرأة والمؤسسات الدينية على المطالبة بحقوقهم. وتلى ذلك نبذة تعريفية من قبل السيدة رنان عيسى، مديرة مكتب العدالة بين الجنسين والآنسة شادن نصار، منسقة مشاريع مكتب العدالة بين الجنسين بهدف تعريف الحضور عن عمل مكتب العدالة بين الجنسين في الكنيسة الانجيلية اللوثرية ودورهم في تنظيم هذه المؤتمرات بحيث تم التأكيد على الدور الهام والفعال للقادة الدينيين في المجتمع الفلسطيني، وقدرتهم بالإسهام بشكل كبير في تغيير النظرة التقليدية تجاه المرأة وحقوقها، وتعزيز الوعي بأهمية المساواة بين الجنسين
ركزت الجلسة الأولى على حقوق الحضانة بين التعددية القانونية والمصلحة الفضلى للأطفال، حيث عملت القاضية صمود ضميري، أول رئيسة للنيابة الشرعية في فلسطين وأول عضو محكمة استئناف شرعية، والقاضية سكارلت بشارة، أول قاضية في المحكمة الكنسية الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، معاً على إعداد بحث مشترك حول هذا الموضوع. في هذا البحث، استعرضتا كيفية تطبيق القوانين الشرعية والكنسية بما يحقق مصلحة الأطفال، وتناولتا بعض الحالات والتحديات التي تواجه تحقيق العدالة. وتم التوصل إلى توصيات مشتركة تمحورت حول تعزيز التعاون بين المحاكم المختلفة لتحقيق المصلحة الفضلى للأطفال. وتم توثيق هذه الجهود في فيديو قصير بعنوان "مدينة العدالة" من إنتاج وكالة وطن للأنباء، الذي سلط الضوء على الجهود المبذولة للتوعية بأهمية تعزيز العدالة والحماية للأطفال في ظل التحديات القانونية والاجتماعية الراهنة.
تلى ذلك عرض فيلم وثائقي بعنوان "برنامج الشابات للتوعية والوكالة والدعوة والمساءلة في فلسطين" من إخراج سمير قمصية بحيث سلط الضوء حول جهود الكنيسة اللوثرية المستمرة لتمكين النساء والفتيات. ثم انعقدت الجلسة الثانية التي ناقشت واقع الأطفال والنساء في ظل الإبادة الجماعية على غزة، بمشاركة السيد حلمي الأعرج، مدير مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية، الذي تحدث عن الأوضاع القانونية والإنسانية في غزة، مسلطاً الضوء على الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان. والسيدة صفية العلي، رئيسة مجلس الإدارة لجمعية نجوم الأمل، ود. إياد الكرنز، مدير مكتب غزة لجمعية نجوم الأمل، إذ تناولا تأثير النزاعات على الأطفال والنساء ذوي الاعاقة، واشاروا إلى الأضرار النفسية والجسدية التي تتعرض لها الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع. والسيد رامي خضر، مدير جمعية أنار للتمكين والدعم النفسي الاجتماعي، تحدث عن برامج التمكين والدعم النفسي التي تقدمها الجمعية للأطفال والنساء المتضررين، مؤكداً على دور هذه البرامج في تعزيز قدراتهم على التعامل مع الصدمات والتحديات التي تواجههم.
اختتم المؤتمر بكلمة وصلاة ختامية من القسيسة سالي عازر، أول قسيسة في الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، حيث أعربت عن تقديرها لكل المشاركين والمساهمين في المؤتمر، مشددة على أهمية استمرار العمل والتعاون لتحقيق العدالة بين الجنسين وحماية حقوق الأطفال والنساء. تلتها اختتام المؤتمر من قبل السيدة شيرين عواد هلال، ميسرة المؤتمر، التي شكرت الحضور وأكدت على أهمية تطبيق التوصيات والمخرجات التي تم التوصل إليها خلال المؤتمر.
وشارك في المؤتمر قرابة 100 مشارك ومشاركة من مختلف القيادات الدينية والجهات الحكومية المتعلقة بحقوق المرأة، والانسان، بالإضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني والأكاديميين.
نشر :